“الباذنجانيّون” و “والملوخيّون” وغيرهم
طلعت شناعة
يُروى ان، الامير بشير الشهابي ( احد أمراء لبنان ايام الدولة العثمانية) قال لخادمه يوما:
نفسي تشتهي اكلة «باذنجان»..
فقال الخادم:»الباذنجان» بارك الله في «الباذنجان». هو سيّد الماكولات، لحم بلا شحم، سمك بلا حسك، يُؤكل مقليا، ويؤكل مشويا، ويؤكل محشيا، ويؤكل مخللا، ويؤكل مكدوسا…..
فقال الامير:
ولكني اكلت منه قبل ايام فنالني منه الم في معدتي.
فقال الخادم:الباذنجان ؟؟!!
لعنة الله علي الباذنجان.!!
فانه ثقيل،غليظ،نفاخ، اسود الوجه !!
فقال له الامير: ويحك.تمدح الشيء وتذمّه في وقت واحد.؟؟!
فقال،الخادم: يامولاي انا خادم للامير ولست خادما للباذنجان،اذا قال الامير نعم، قلت له نعم،واذا قال لا.. قلت لا…..
ما اكثر الباذنجانيون في ايامنا هذه؟؟!!
ومثل قصة الامير الشهابي وخادمه،هناك العديد من « المنافقين» و» الأفّاقين» الذين اذا عطس» وليّهم» ،رفعوا « المظلّة». واذا مسح المسؤول «حبّات العرَق» عن جبينه، سارعوا الى «شتم حالة الطقس». واذا ما استحسن أكلة « الملوخيّة»،انتشروا يمتدحون عروقها الخضراء ويتغزّلون بفوائد» الملوخية» لتوفر نسبة عالية من الفيتامينات وهي « مليّنة ومهدّئة « للمعدة والامعاء.
خادم الامير الشهابي له «أحفاد» يظهرون في كل زمان ومكان. ومنهم من يُطلقون عليهم « حَمَلَة المباخر» و( المؤلّفة «جيوبهم» ) وغيرها من الالقاب التي تدلّ على نفسياتهم « المريضة» و»انتهازيتهم» وتبعيتهم « لأي سيّد».
هؤلاء المنتشرون مثل النار في»سنابل القمح». يزيّنون للمسؤول» خطاياه» ويعتبرون كل كلمة يتفّوه بها « اكثر اهمية من قيراط الذهب في أحسن أسعاره».
واذا ما «راح» لأي سبب، وهو «حال الدنيا» تجدهم «يقلبون له ظهر المجنّ» والمقصود بالجملة الاخيرة: « أي عاداه من بعد مودّة. يُضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حاد عن العهد و» المجنّ» هو « التّرْسْ»..
طبعا، يقولون»احنا نصحناه واحنا قلنا له، بس هو ما ردّ».
هكذا يتبرأ « الذين اتّبعوا من الذين اتُّبعوا»
وكما يقول اخواننا الشيوعيون» التاريخ يعيد او يكرر نفسه».
سلّم لي على الباذنجان !!